التقى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ومعه عضو المجلس الدكتور عبدالله العليمي، بمدينة نيويورك، قيادات الجالية اليمنية في الولايات المتحدة.
فاز الأهلي على الشحانية بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعتهما على استاد جاسم بن حمد ضمن الجولة السادسة من منافسات الدوري القطري لكرة القدم (دوري نجوم بنك الدوحة).
ثور 26 سبتمبر.. نسجت جسور التعاون ورسَمَت ملامح الدولة اليمنية الحديثة
[27/09/2025 07:19]
لحج - سبأنت - عيدروس زكي السَّقَّاف
في فجر السادس والعشرين من سبتمبر 1962 م، لم يكن اليمن على موعد مع مجرَّد ثورة تُسقط عرش الاستبداد، وتطيح بجدار الظلام وحسب، بل كان على موعد مع ميلاد وطن جديد، يفتح أبوابه على العالم، ويرسم بأحلام أبنائه أولى خرائط الحرية والبناء والتنمية.
لقد انطلقت الشرارة من رحم المعاناة، لتتبدَّل إلى شعلة أضاءت للإنسان اليمني دروب الكرامة، وربطت مصيره بالمستقبل لا بالماضي، بالعقل لا بالخرافة، بالعلم لا بالجهل.
ومنذ ميلاد ذلك اليوم الخالد، أخذت الجمهورية على عاتقها صناعة التَّحوُّلات الكبرى: تعاون دولي يرفد التنمية، بنية تحتية تشقُّ الأرض لتربط القرى بالمدن، رياضة تبني الرُّوح قبل الجسد، ونساء وشباب يتقدَّمون الصفوف في رحلة البناء الوطني، واليوم، ونحن نحتفي بذكرى الثورة السبتمبرية الـ 63، نستحضر عظمة البداية، ونتطلَّع بعزم لا يلين إلى غدٍ يصون ما تحقَّق، ويعيد للوطن وجهه المشرق، رغم أنف الحرب والدمار.
وبهذه المناسبة الوطنية، أجرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أحاديث صحفية، مع عدد من القيادات التنفيذية بمحافظة لحج، بهذه المناسبة، لتوثِّق سمات الإنجاز، وتحاكي أصوات من صنعوا التاريخ، وعاشوا إرث سبتمبر السَّرمدي.
سبتمبر.. أسَّس علاقات تعاون ثرية مع المجتمع الدولي
يؤكد مدير مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة لحج، الدكتور هشام السَّقَّاف، في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 م، لم تكن مجرَّد منجز سياسي أنهى حقبة مظلمة فحسب، بل كانت بوابة انفتاح لليمن على العالم، ومدخلاً لتأسيس علاقات تعاون ثرية مع المجتمع الدولي، تستند إلى خطط تنموية، واستراتيجيات مدروسة.
وقال "لقد وضعت الثورة الإرهاصات الأولى، لبناء مؤسسات الدولة اليمنية الحديثة، وكان من أبرز تلك المؤسسات جهاز التخطيط والتعاون الدولي، الذي لم يقتصر دوره على تنسيق المساعدات الخارجية، بل تولى مهمَّة صياغة الرؤى الاستراتيجية لليمن الناشئ حينذاك، ولقد فتحت ثورة 26 سبتمبر، أبواب الوطن أمام المنظمات الدولية، ومكَّنت اليمن من أن يكون طرفاً فاعلاً، في برامج التنمية، من مشاريع البنية التحتية، إلى التعليم، إلى دعم القطاع الصحي، وكلها كوَّنت ملامح النهضة التي ما تزال آثارها باقية حتى اليوم".
واضاف "لم تكن المساعدات التي تدفَّقت على اليمن بعد الثورة مجرَّد أرقام أو أموال، بل كانت جسوراً من الأمل تربطنا بالعالم، وتؤكد أن اليمن الجديد، قد خرج من معزلات القرون إلى فضاءات الحضور الدولي، ولعل أجمل ما حقَّقته الثورة هو أنها أوجدت ثقافة التخطيط، ورسَّخت مفهوم أن التنمية لا تُبنَى بالعشوائية، وإنما بعقول تضع الأهداف ورجال ينفذونها".
وأوضح أن مراجعة الوثائق والتقارير الصادرة منذ ستينيات القرن الميلادي الماضي، تكشف أن أولى الاتفاقيات الدولية التي وُقِّعَت بعد قيام الثورة مثَّلت نقطة تحوُّل فارقة في مسار الدولة الجديدة، فقد أسهمت تلك الاتفاقيات في إنشاء شبكات طرق، ومستشفيات، ومدارس، ومشاريع مياه وكهرباء، إلى جانب توطيد القدرات المؤسسية لمختلف الوزارات.
ويشير السَّقَّاف، إلى أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، لم تحرِّر الإنسان اليمني من الاستبداد فقط، بل فتحت له نوافذ نحو المستقبل، وأعطته مكانته المتقدِّمة المستحقَّة بين شعوب العالم، واليوم، ونحن نحتفي بذكراها، فإننا لا نستحضر الماضي فحسب، بل نستشرف آفاقاً جديدة من التعاون الدولي، مستندين إلى الإرث الحضاري الشَّامخ، الذي تركته لنا هذه الثورة الخالدة.
ونوَّه بدور مصر، في انتصار الثورة السبتمبرية، و تثبيت الجمهورية وخلق عمق جغرافي استراتيجي لثورة ١٤ اكتوبر، فيما بعد، استناداً إلى الدعم المصري المحوري، لاندلاع ثورة 14 أكتوبر 1963 م.
النقل والمواصلات.. ربط القرى بالمدن والوطن بالعالم
يقول مدير عام مكتب وزارة النقل بمحافظة لحج، بديع محمَّد القُطَيبي، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) "كان اليمن قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 م، معزولاً، لا طرق حديثة، ولا وسائل مواصلات يشار إليها كما هو بالمفهوم الحديث، فالتنقُّل بين العاصمة صنعاء ومحافظة تعز، مثلاً، كان يستغرق أياماً، وربما أسابيع، أما بعد الثورة، شُقَّت الطرق البرِّية، ورُبطت المدن بالقرى، وأُنشئت مطارات مدنية، وموانئ بحرية، وصار السفر والتجارة ممكنين، وتلاشت عزلة اليمن، عن الداخل والخارج".
ويضيف "لقد كانت شبكة الطرق والمواصلات، التي دشَّنتها الثورة شرايين حياة، ضخَّت الدماء في جسد التنمية، بينما خلال حرب ميليشيات الحوثي الإرهابية، تعرَّضت البنية التحتية للنقل إلى أضرار جسيمة، إذ دُمِّرَت الطرق والجسور، وعمل الموانئ يشوبه التوقُّف المتكرِّر، وعجزت حركة المواطنين والبضائع عن الوصول إلى أماكنها، وارتفعت تكاليف النقل، وتعثَّرت مشروعات النقل العام، وأصبح الوصول إلى الخدمات الأساسية تحدِّياً يومياً للناس في مناطق سيطرة الميليشيا، في البلاد".
التنمية والبنية التحتية.. أساس حداثة الدولة
فيما اوضح مدير مكتب وزارة الأشغال العامة والطرق بمحافظة لحج، المهندس عبد الكريم عبد الله سلَّام، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) "ثورة 26 سبتمبر 1962 م، دشَّنت المشاريع الكبرى، التي شكَّلت أساس الدولة: من الطرق والجسور، إلى شبكات الكهرباء والمياه والمستشفيات والمدارس، وهذه البنية التحتية غيَّرت وجه المدن، وحسَّنت حياة الناس اليومية، ووضعت قاعدة صلبة لمشروع الدولة الوطنية".
ونوَّه بأنه جرَّاء حرب ميليشيا الحوثي الارهابية، دُمِّرت في البلاد، شبكات الكهرباء والمياه، وانهارت المباني الحكومية والمرافق الحيوية، فيما توقَّفت مشروعات التنمية، وأضحى الإعمار حلماً، وانعكس كل ذلك على حياة المواطنين اليومية، وجعل الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في دائرة تهديد مستمر.
المرأة والشباب.. شركاء الوطن
تقول مديرة إدارة الجودة والاعتماد المدرسي بمكتب وزارة التربية والتعليم بمحافظة لحج، الدكتورة انتصار علوي السَّقَّاف، لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) "إن ثورة 26 سبتمبر 1962 م، أعادت للمرأة إنسانيتها، وفتحت لها أبواب التعليم، والعمل، والمشاركة العامة، ولأول مرَّة صارت المرأة طبيبة، ومعلِّمة، وموظَّفة وناشطة اجتماعية، ووزيرة، وسفيرة، وعضوة في البرلمان، والمجالس المحلية بمحافظات الجمهورية، كما أن الشباب وجدوا في الثورة فرصة ليكونوا جزءاً مهمَّاً من البناء الوطني، يشاركون في العمل التَّطوُّعي، والإدارة المحلية، والحياة الثقافية".
وأضافت الدكتورة انتصار "الجمهورية مشروع أجيال، وقد حمل الشباب والنساء لواء الدفاع عنه، مثلما حمله آباؤهم الأوائل، وتحت سيطرة ميليشيا الحوثي الارهابية، على أجزاء غالية من الوطن اليمني، تتعرَّض المرأة في ظل هذا الصراع لانتهاكات جسيمة، بيد أنه لا يقتصر الأمر على التهميش الاجتماعي والاقتصادي فقط، بل وصل إلى الاعتقال والتنكيل لكل من تسعى للتعبير عن آرائها أو المشاركة في المجتمع، فتُقيَّد حريتها، وتُحاصَر كرامتها، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى قوَّة طاقتها وإبداعها، أما الشباب، في تلك المناطق، تراجعت فرصهم التعليمية والعملية، وانتشرت البطالة والعنف الاجتماعي، ما جعلهم ضحايا الحرب المستمرة، محرومين من دورهم الطبيعي في بناء وطنهم والدفاع عن قيمه.